تعتزم مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث تنظيم ندوة علمية دولية
حول موضوع: "مناهج دراسة التدين في العلوم الاجتماعية"
بتاريخ: 21-11/22/ 2015
الرباط . المغرب
بقاعة صالون جدل الثقافي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود
تقاطع زنقة واد بهت و شارع فال ولد عمير- عمارة ب. أكدال
الرباط -المغرب
الهاتف: 00212537779954
على العموم، تنزع التعريفات المتداولة
للتديّن إلى المراوحة بين حدّين؛ هما الشّعور الغامض إلى هذا الحدّ أو ذاك
بالميْل نحو الاعتقاد في مقدّس مَا من ناحية، والاعتقاد الدّوغمائي العميق
في مقدّسٍ دينيٍّ سماويٍّ أو غير سماويٍّ مع الالتزام بمراعاةٍ حَرْفِيّة
إلى هذا الحدّ أو ذاك للتّعاليم الآمرة الناهية الأخلاقية والسلوكية التي
تُفرض على المؤمنين به. يوزّع هذا الحدّان ما يشكّل التديّن اعتقادا
فالتزاما فسلوكا على مَراتب متدرّجة تصاعدا أو تنازلا من مجرّد الميْل نحو
الاعتقاد المتحلّل من موجباته الأخلاقية والسلوكية خاصّة، إلى الإيمان بألا
قِوَامَ للتديّن "الصّادق" مع المُعْتَقَدِ فيهِ إلاّ بالعمل على نشر ما
"اهتدت" إليْه الذّات المُؤْمِنَةُ دَعوَةً وتَبْشِيرًا.
تحت كل واحِدٍ من الحدّين طبقاتٌ متراكبة تتعلّق:
- بطبيعة الإيمان بين الذّاتية المنكفئة على الدّعاء والتضرّع والمُنَاجَاة، وطلب المَغْفرة... والعمومية الحَرَكِيّة عاملةً على إمضاء تَدْيِينِ العَالم من خلال وضع التديّن تحت سلطة جامعة تمتدّ من نظائر جمعيات الدعوة إلى مؤسّسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصولا إلى تأميمه (التديّن) من قِبَل سلطة دولةٍ دينيةٍ "هادية" تُجَنّد لها ما يتيسّر-يتوجّب من آليات التّطويع ومحاربة الردة والاستتابة...
- بالصّبغة المَوْصُوفَة للتديّن بين الكُمُون الخَافِي في الشّعور الباطن، وإن كان وَرِعًا والظّهور البَادِي إلى حدّ بلوغ الاستعراض المُباهي "بنعمة الإيمان".
- بمجال ممارسة التديّن بين الفضاءات الأكثر حميمية، فخصوصية إلى الفضاءات الأكثر انكشافا فعمومية.
- بدرجات عمقه، حيث يمكن أن تظهر علاماته الدالة على التأكيد المتجدّد والصيانة المتكررة أو التهلهل المتلاشي جيئة وذهابا، قولا وفعلا، صدقا ورياءً، انقطاعا وتجارة.
- بسياقه الاجتماعي التاريخي السياسي المحفّز أو المثبط له، الداعم لمأسسته بنيةً ووظيفةً أو "التّارك حَبْلَهُ على غارب" التصرّف المدني التّعاقديّ، الحافظ لخصوصيته أو الدافع نحو عموميته...
من منظور هذه الوجوه الخمس، تبدو إشكالية
التديّن في العالم العربي الإسلامي اليوم بالغة التعقيد والتشابك واقعةً
تحت الآثار المتداخلة لحركة الفاعلين في حقول الممارسات التعبّدية
وأسواقها، بدءًا من الميولات الاعتقادية الفردية أوّلاً، والمعارف الدينية
الشخصية ثانيا، والتقاليد الأسرية فالعشائرية فالمناطقية ثالثًا، وصولا إلى
ترسانات الدّول من القوانين والمؤسّسات والإمكانات الرّقابية والجزائية
والرّدعية ثَوَابًا وعِقَابًا مرورا بالوسائط "المدنية" الاتّصالية
الدّعوية المكتوبة والمسموعة والمرئية غير المباشرة، والموادّ المرَوَّجَةِ
في الحلقات والخيمات والحملات المباشرة... من بين تفاعلات كل ذلك،
مُرَاوِحًا بين التّجاور السّلميّ المتنافس والتقابل العدائيّ التكفيريّ،
يكون ما لا يَسْتَتِبُّ حتى يُرَاجَعَ أَسَاسَهُ من جديد من آليات التصرّف
في جَوَلان المشاعر الدينية في المُتَّحَدِ الاجتماعي، وبين النّاس فرادى
وجماعات ومجموعات وأحزابا ومذاهب وطوائف وطرقا وفرقا ومِلَلاً ونِحَلاً...
وبالفعل، تنوّعت طوال التاريخ العربي
الإسلامي الحديث والمعاصر، استراتيجيات التصرّف تلك حسب مواقع الفاعلين من
عالم- حقل- سوق- المشاعر الإيمانية والتمثّلات الاعتقادية والشعائر
التعبدية، ذلك العالم- الحقل- السّوق الذي بُنِيَت دعائمه وحُدّدت معالمه
ووُضعت آليات اشتغاله لِتُهْدَم، فَيُعَاد بِنَاؤُها من جديدٍ على وقع آثار
المنعرجات الكبرى. ويبدو أنّ من المتّفق عليه على العموم اعتبار تلك
المنعرجات ذات مراحل أربع هي ما قبل الاستعمارية؛ فالاستعمارية فما بعد
الاستعمارية، فالمُعَوْلَمة بما وسَم كلّ واحدة منها من آثار صِيَغٍ مختلفة
متباينة من عَلْمَنَة بعض مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية
والثقافية تحت عناوين من قبيل النهضة والتجديد والعَصْرَنة والتمدّن أو،
وعلى العكس من ذلك، تَديين تلك المظاهر تحت عناوين من قبيل الإحْيَاء
و(إعادة) الأسلمة ونوع الجاهلية والاقتداء بالسلف الصّالح والتنصير... ولا
يبدو أن موجات العلمنة ونزعها ومعاودتها المتداخلة المتراكبة مع موجات
التديين ونزعه لمعاودته خاضعة لتسلسل تاريخي تطوّري ثابت، على الرّغم من
تواتر القول العلمي الإنساني بعَوْدَةِ المُقدّس وثأر الله والتجدّد
الإيماني الشبابي في أرجاء مختلفة من العالم، ولَدَى تيارات ومدارس عديدة
متباينة ضمن الجماعة العلمية الإنسانية والاجتماعية الدّولية.
يبدو شأن التديّن، وفي آنٍ مَعًا، حميميّا
ومنكشفا، خاصّا وعموميّا، فرديّا وجماعيّا، مدنيّا ومُدَوْلَنًا، تاريخيّا
وراهنا، مخياليّا ومُؤدْلَجًا، خَالِصًا ومُسيّسا، دنيويّا وأخرويّا،
مَطْلُوب الأجْر فَوْرًا ومُرْجِئًا ثَوَابَه لما بعد يوم الحِسَاب،
ذَاهِلاً عن العِيَان واقِعًا في وَرطًة الحَدَثَان... وهو ما لا ييسّر في
شيء تحديد المنهج-المناهج المناسب(ة) لمعالجته. وفضلا عن ذلك، لا ينطلق
البحث في التدين عربيا وإسلاميا من فراغ بالنظر إلى تراث العلوم الإنسانية
والاجتماعية الاستعمارية بكل اتجاهاتها ومدارسها وترسانتها المنهجية
وأدواتها التقنية وعدتها المفاهيمية الاصطلاحية، وكذا تراث العلوم
الإنسانية والاجتماعية ما بعد الاستعمارية وما بعد الاستشراقية وآثار تبلور
تقاليد البحث "الوطنية". أضف إلى ذلك أنّ ما يمكن أن يُجمع عبر استخدام
تقنيات الاستقصاءات المعروفة من ملاحظة قريبة ومتورّطة إلى هذا الحدّ أو
ذاك، ومقابلات واستبانات وتسجيل للروايات الشفاهية وتوثيق للسير الذاتية
وجرد لمحتويات وثائقية مكتوبة ومسموعة ومرئية، يبدو مادّة متنوّعة وذات غنى
غير محدود.
والحال هذه، ليس على أبواب التّمحيص
والاستقصاء والتحقيق والبحث، إلا أن تُفَتّحَ مصاريعها بأوسع ما أمكن
للمقاربات النفسية والسوسيولوجية والإثنوغرافية والأجناسية والإناسية
والتاريخية والسياسية والثقافية...، وبما يمتدّ من الوصف التسجيلي التحليلي
إلى أكثر التأويلات اتّساعا وقابلية للمقارنة والمقارعة على قاعدة
الإجابة- الإجابات الممكنة على الأسئلة المنهجية التالية:
- كيف السّبيل إلى تسجيل الحميميّ والخاصّ والشخصيّ والفرديّ من مظاهر التديّن في الفضاءات غير العمومية على وجه الخصوص؟
- كيف السّبيل إلى وضع اليد على المخيال الباني للتمثلات الرّاهنة في العالم العربي الإسلامي للتديّن لدى جمهور المتدينين الممارسين وغير الممارسين، وكذا لدى جمهور غير المتدينين؟
- ما القيمة المعرفية لتمييز مجالات التقليد عن مجالات التجديد في الممارسات التعبّدية والطقوسية؟
- ما هو المدى الممكن لاتساع المقارنات التاريخية والجيلية والجندرية والمناطقية والمذهبية والطائفية والدينية من جهة، وما بين الأقطار العربية الإسلامية والدوائر الحضارية الإسلامية الإفريقية والآسيوية... وفي دول الشتات الإسلامي في أوروبا وأمريكا... من جهة أخرى؟
- ما الجدوى المعرفية من إقامة علاقات الربط - الفصل بين مظاهر التديّن الاعتقادي والعَمَلي والحَرَكي ومَوْجاته التاريخية ، إن وجدت ومظاهر العلمنة ونزعها وإعادة تأسيسها ومَوْجاتها التاريخية، إن وجدت في التاريخ العربي الإسلامي الحديث والمعاصر.
.......................
أجل المشاركة:
قصد المشاركة في هذه الندوة العلمية، خاصة من لدن الباحثين والمختصين في المغرب نخبركم بأن:
- آخر أجل للتوصل باستمارة وملخص المشاركة هو:20/08/2015
- ألا يتجاوز ملخص البحث 500 كلمة.
- سيتم إخبار ذوي الملخصات المقبولة قصد إرسال بحوثهم.
- آخر أجل للتوصل بالبحث كاملاً هو: 20/10/2015
شروط البحث:
- ترسل البحوث باللغة العربية ببرنامج (word) بخط (simplified arabic) بحجم 16 في المتن و12 في الهامش.
- يشترط في البحث ألا يكون منشورا من قبل.
- ينبغي أن يكون نص البحث ما بين 6000 و 8000 كلمة.
- يرفق البحث في أعلاه بملخص في حدود 100 كلمة باللغة العربية.
- أن تحترم الضوابط العلميّة والأكاديميّة في كلّ ما يتعلّق بالتوثيق الدقيق للمصادر والمراجع والهوامش الّتي تثبت متسلسلة في أسفل كل صفحة.
- ترتّب قائمة المراجع ترتيباً ألفبائياً بحسب كنية المؤلف في نهاية البحث؛ وفي حال وجود عدة مراجع للمؤلف نفسه، فإنها ترتب حسب تاريخ صدورها من الأحدث إلى الأقدم. وترد الإشارة إلى المراجع في النص عن طريق وضع المرجع كما هو موجود في قائمة المراجع بين قوسين.
- تعرض البحوث على محكّمين من ذوي الاختصاص والخبرة العالية.
- عنوان المراسلة:
mounisai@yahoo.fr
workshop@mominoun.com
ملاحظة: الأولويّة في المشاركة للمقيمين المغرب
- تتكفل المؤسسة بـ :
- التكفل بالإقامة بالنسبة للمحاضرين المشاركين في الندوة
- نشر البحوث المقبولة
تنسيق أعمال الندوة: د. منير السعيداني (تونس)
0 التعليقات:
إرسال تعليق