فؤاد الغـزيزر
تخليدا للذكرى العاشرة لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2005، نظمت جامعة سيدي محمد بن عبد الله مائدة علمية مستديرة حول موضوع: ’’المواكبة الأكاديمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية: بحث وتكوين وتتبع‘‘ وذلك يوم الثلاثاء 16 يونيو الجاري على الساعة 10.30 صباحا بمقر رئاسة الجامعة.
وشارك فيها مختصون منهم ا والسيد إقبال السايح (مدير الدراسات في المرصد الوطني للتنمية البشرية بالرباط و السيد إبراهيم أقديم، نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، مكلف بالشؤون الأكاديمية والبيداغوجية الدين قدما عروضا علمية وبحضور عدد من المسؤولين والاساتذة الباحثين ومنهم السيد مصطفى ايجعلي عميد كلية العلوم و التقنيات والسيد اد دريس الشنوني مدير المدرسة العليا للأساتذة عدد من الاساتذة الباحثين ومنهم الاستاذ جويل كاندو من جامعة نيس بفرنسا و الاستاذين هشام خباش ومحمد لعوان من جامعة سيدي محمد بن عبد الله وبحضور عدد من الطلبة الباحثين المهتمين بالموضوع. وقد تم تقديم عرضين لإبراز حصيلة المواكبة الاكاديمية للتنمية البشرية انطلاقا من أعمال المرصد الوطني للتنمية البشرية بالرباط وما ينجز حول الموضوع في جامعة سيدي محمد بن عبد لله. حيث يظهر الاهتمام بهذا الموضوع انطلاقا من مشاريع البحث المنجزة وعمليات التقييم ذات الصلة ومسالك التكوين لدعم المبادرة الملكية.
وقد عرض السيد إقبال السايح عرضا مفصلا عن دور المرصد الوطني للتنمية البشرية في تتبع قضايا التنمية البشرية اعتمادا على منهجية علمية ومؤشرات دقيقة. وأعطى نماذج للدراسات التي أنجزها المرصد وبعض المشاريع التي توجد قيد الانجاز. بعد ذلك قدم بعض نتائج الدراسة التقييمية لإنجازات التنمية البشرية، والتي يقوم بها المرصد ووقف عند المكتسبات الايجابية العديدة التي تحققت، حيث تراجعت مؤشرات الفقر بشكل ملحوظ، وتراجعت آفات الجهل وموت الاطفال ومشاكل المتمدرس في العالم القروي و مشاكل البنيات التحتية و غيرها. ولكن بعض المشاكل تظل مطروحة على مستوى توجيه الفوائد للفئات الاجتماعية الاكثر احتياجا والمناطق الجغرافية الاكثر تدهورا، مما يقتضي تأملا مستمرا في الحلول الممكنة لتحسين الاداء.
أما دور جامعة سيدي محمد بن عبد الله في مواكبة ورش التنمية البشرية، فقد كان مهما من خلال مداخلة الاستاذ أقديم. حيث ذكر المحاضر ببعض المقتطفات من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره عند إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في خطابه السامي بتاريخ 18 ماي 2005. وهي توضح الاطار العام للمبادرة واهدافها والهياكل التي ستشرف عليها محليا وجهويا ووطنيا وفق مقاربة تشاركية، وضرورة تقييم إنجازاتها بشكل دوري، وتؤكد على الارادة الملكية القوية لإنجاح هذا الورش الكبير. كما أشار المحاضر إلى أن نتائج المبادرة إيجابية جدا كما تظهر جل المؤشرات بعد مرور 10 سنوات على تفعيل هذه المقاربة.
ثم انتقل إلى الحديث عن المبادرة كطريقة
جديدة للحكامة الترابية والتنمية التشاركية، و أشار غلى أن النموذج المغربي الذي بدأه صاحب الجلالة في التنمية البشرية، كان بداية
ناجحة وبدأ تصديرها، لاسيما إلى دول افريقية، من أجل محاربة الفقر والتهميش...
بعد ذلك قدم السيد نائب الرئيس مجموعة
من المواقع الالكترونية المهمة في مجال التوثيق في كل ما يخص المبادرة الوطنية
للتنمية البشرية، والتي سيحتاجها الطلبة
الباحثين في هذا المجال، ومنها موقع المندوبية السامية للتخطيط و موقع المرصد
الوطني للتنمية البشرية وغيرها. و أكد على ضرورة اجتهاد الباحثين في ابتكار مفاهيم
جديدة ومناهج أكثر دقة لمقاربة مواضيع التنمية البشرية لحل المشاكل التي قد تظهرها
الممارسة.
وبعد ذلك تطرق للإجراءات الملموسة التي
قامت بها جامعة سيدي محمد بن عبد الله في أطار انخراطها لمواكبة ودعم المبادرة الوطنية
للتنمية البشرية، حيث سبق لبعض المؤسسات التابعة
لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، أن عقدت في السنوات الأخيرة عدة مؤتمرات دولية وأنشطة
علمية ذات الصلة بموضوع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منها "الندوة
الدولية حول التمكين وبلورة المهارات" في كلية الآداب سايس وندوة "التكتلات
دليل العمل الاجتماعي" وبعدهما ندوة "نقل الخبرة والتنمية البشرية".
وقد تم نشر أعمال هذه المؤتمرات الدولية في كتب أغنت رصيد المكتبة الوطنية.
كما أشار الاستاذ أقديم إلى إنجازات
الجامعة على مستوى التكوين التطبيقي والمهن ذو الصلة بالتنمية البشرية، حيث ذكر
بخلق عدة مسالك لتكوين الطلبة في هذا المجال. و قد تخرجت أفواج متعددة من هذه
المسالك في عدة كليات تابعة للجامعة، سواء في مجال المساعدة الاجتماعية أو التنشيط
السوسيو ثقافي أو في مسلك الفاعل في التنمية المحلية.
وفي الأخير قدم الدكتور إبراهيم أقديم نموذجا
للدراسة التي أنجزها فريق من جامعة سيدي محمد بن عبد الله (كلية الآداب سايس) حول
موضوع "الفقر في منطقة الحياينة" في أطار تعاقدي بين الجامعة والمرصد
الوطني للتنمية البشرية بالرباط سنة 2009. وكانت نتائجه مهمة في إبراز الاختلاف الاجتماعي
والمكاني للفقر في منطقة الحياينة. وتم التركيز على مؤشرات التوصيف وعلى المعالجة المجالية
والخرائطية ومن خلال بعض المؤشرات لإظهار المناطق الاكثر حاجة للتدخل بسبب ضعف
بنياتها التحتية وقلة مواردها ومعاناة ساكنتها.
وفي المناقشة العامة تقدم طلبة الجامعة بنماذج ملموسة للمنجزات الايجابية للتنمية البشرية (من بينها مثال واضح من تازة، مكن من إطلاق حركية تنموية غير مسبوقة في مجال كان قبل ذلك هامشيا) كما أشارت بعض التدخلات لمشاريع لم تحقق كامل أهدافها. وهي ملاحظات تؤكد خلاصات العرضين بضرورة مواصلة الدراسة والتقييم الموضوعي لمنجزات المبادرة، من أجل اقتراح التحسينات التي تتطلبها والجواب على التساؤلات التي قد تفرزها الممارسة بالنظر لخصوصية الحالات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق