الجمعة، 6 فبراير 2015

البرنامج الثقافي للمعرض الدولي للنشر والكتاب - دورة 2015


استمرارا ووفاء للموعد الثقافي السنوي البارز، تنظم وزارة الثقافة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وبتعاون مع مكتب معارض الدار البيضاء، الدورة الحادية والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب من 12إلى 22فبراير 2015.
وتستقبل هذه الدورة ما يفوق أربعين (40) بلدا، وزهاء 700من العارضين المباشرين وغير المباشرين، ويحفل برنامجها الثقافي بأكثر من 100نشاط سيساهم فيها عدد كبير من المبدعين والمفكرين والنقاد والإعلاميين والخبراء والفاعلين الجمعويين من المغرب والبلدان العربية والأجنبية.
وتتميز الدورة الحادية والعشرون هذه باستقبال دولة فلسطين الشقيقة كضيف شرف، تكريسا وترسيخا وامتدادا للأواصر التاريخية والثقافية والوجدانية الكبرى التي ما انفكت تربط المغرب بهذا البلد العربي العريق والمكافح الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله، رئيس لجنة القدس، عناية خاصة وموصولة، ويكن له الشعب المغربي بكل شرائحه الشعبية والمثقفة والسياسية محبة متأصّلة ومتجذرة في وعيه الجمعي.
كما تتميز هذه الدورة باندراجها في سياق التصور الجديد الذي قامت الوزارة بتنزيله وتفعيل إجراءاته لدعم قطاع النشر والكتاب كواحد من القطاعات المحورية للصناعات الثقافية التي يساهم فيها ويرتبط بها العديد من الفاعلين الثقافيين والمهنيين من كتّاب وناشرين ومكتباتيين وجمعيات مدنية ومقاولات عاملة في المجال الثقافي. ولا شك في أن الحصيلة الأولية لصيغة الدعم الجديدة هذه، والتي ارتأينا أن نخصّها بعرض تعريفي في هذه الدورة وبدليل تفصيلي بكل الأعمال التي استفادت منه، تؤكّد التجاوب الكبير للفاعلين الثقافيين والمهنيين والجمعويين مع رؤية الوزارة الساعية إلى تحسين مؤشر الحكامة الثقافية وترسيخ المقاربة التشاركية التي تنهجها.
وإذا كنا نعمل، في كل دورة من هذا الحدث الثقافي الدولي، على تعزيز التراكمات التي حققتها الدورات العشرون السابقة على مستوى تقوية المكانة الثقافية للمغرب كأرض للحوار والتلاقح الحضاريين، وكذا على مستوى إخصاب الإنتاجية الفكرية الوطنية، فإن البرنامج الثقافي الذي سطرته الوزارة في هذه الدورة يسعى إلى المضي قدما في هذا الاتجاه من خلال التنوع الموضوعاتي للأنشطة، المبرمجة وتوزّع الأسماء المساهمة فيها على جغرافيات ثقافية مغربية وعربية وأجنبية.
وانسجاما مع ذلك، تتميز الدورة بتنظيم حفل تسليم جائزة المغرب للكتاب التي أصبحت لحظة ثقافية تستوقف المهتمين وعموم الجمهور القارئ من أجل تأمل المحصول الكتابي في المشهد الثقافي المغربي، بمختلف أجناسه وفروعه وتخصصاته الإبداعية والنقدية واللغوية والبحثية، وحفل تسليم جائزة الأرگانة العالمية للشعر التي ينظمها بيت الشعر في المغرب بتعاون مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير ووزارة الثقافة لمكافأة إحدى القامات الشعرية المشهود بتميزها، وحفل الإعلان عن اللائحة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة بالبوكر، وهي من أهم الجوائز الأدبية المرموقة في العالم العربي. كما يحفل البرنامج الثقافي بكثير من اللحظات الثقافية القوية المتوزعة بين فقرات ضيف الشرف والعديد من الموائد المستديرة والمحاضرات والقراءات وفقرات معرض الطفل.
إن المكانة الدولية المتميزة التي ما فتئ هذا المعرض يوطدها دورة بعد أخرى تنيط بنا جميعا وزارة ومهنيين ومثقفين وإعلاميين وفعاليات جمعوية وتربوية ومؤسسات شريكة مسؤولية الانخراط الدؤوب في استثمار كل الفرص الثقافية الهامة التي تتيحها مثل هذه التظاهرات الكبيرة بما يعود إيجابيا على تحسين مؤشرات الصناعة الثقافية ببلادنا، مثلما يستدعي امتناننا وتقديرنا لكل الذين يدعمون هذا الحدث الثقافي السنوي ماديا ولوجستيكيا وثقافيا وأمنيا من سلطات ولائية وعاملية بالدار البيضاء وكذا سلطات أمنية وهيئات منتخبة، والشكر موصول أيضا لشريكنا الأساسي مكتب أسواق ومعارض الدار البيضاء للجهود المبذولة لإنجاح هذا المعرض وإبقائه أحد المعالم الثقافية المكرسة للوجه الحداثي والانفتاحي للمغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

ليست الكتابة قدرا ميتافيزيقيا مرتفعا، إنها اختيار. وهي إلى ذلك مسؤولية عظيمة، بما تعنيه من انحياز واع ومقتنع وناضج لكل ما يرسخ قيم النبل والكرامة وعزة النفس، ويعلي من مكانة الإنسان ويحفظ وضعه الاعتباري داخل المجتمع. وهي إلى ذلك تبقى محكومة بشرطها المعرفي والأخلاقي والجمالي، بالقدر الذي يجعلها تنشط في سبيل الإعلاء من قيم العدل والحرية والمساواة وإشاعة استعمال العقل. وعلى هذا الأساس، تعتبر اللقاءات التي تندرج تحت هذا العنوان محاولة للاقتراب أكثر مما يبذله الكتاب في أفق إشاعة مثل هذه القيم، بما لا يتعارض مع انخراطهم في نقل انشغالاتهم الشخصية وهواجسهم الذاتية.

على غرار الدورات السابقة، تناقش فقرة الندوات المدرجة ضمن البرنامج، عددا من المواضيع والقضايا والأسئلة الراهنة. وسيتم التركيز خلال هذه الدورة على محاور موضوعاتية حيوية تعتبر امتدادا للمشاورات الوطنية المندرجة ضمن أفق التفكير الذي أطلقته الأمم المتحدة حول الثقافة والتنمية المستدامة في جدول أعمال التنمية لما بعد 2015، وهي المحاور التي ستلقي الضوء على مواضيع الثقافة والتعليم، والثقافة والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، والثقافة والمدن المستدامة والتمدن، والثقافة والبيئة والتغير المناخي، إضافة إلى محاور أخرى ذات راهنية كبيرة.

 المصدر: الموقع الرسمي للمعرص

0 التعليقات:

إرسال تعليق