تسعى مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث بالتنسيق مع
"مختبر التاريخ والعلم والمجتمع " بكلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة
شعيب الدكالي – الجديدة- المغرب
إلى تنظيم ندوة علمية دولية بعنوان: "الدين والعلم من منظور فلسفي"
برحاب الكلية المذكورة أعلاه.
بتاريخ 01 و 02 أبريل 2015
ـ أرضية الندوة:
كانت العلاقة بين الدين والعلم على الدوام علاقة إشكالية، وحينما
نحاول مقاربتها في هذه الندوة، فإننا لا ندعي بشأنها البت والحسم بشكل
قطعي، لا سيما وأن هذه العلاقة اتخذت أشكالاً متعددة، بحسب المراحل
التاريخية المختلفة، وبحسب درجة تطور المجتمعات وتنوع الثقافات.
وإذا كانت النزعة الوضعية قد ميزت بين ثلاث مراحل في تطور الفكر
البشري، وهي المرحلة اللاهوتية، والمرحلة الميتافيزيقية، والمرحلة الوضعية،
حيث نظرت لهذه الأخيرة، باعتبارها لحظة الحسم الكلي مع مختلف مظاهر
التفكير اللاهوتي، والتجاوز النهائي لكل تصور ديني معتبرة أن لا مستقبل بعد
الآن إلا للفكر العلمي ونمط التفكير الوضعي؛ فإن مكر التاريخ أبى إلا أن
تشهد الأزمنة المعاصرة عودة قوية للمعتقدات الدينية، مع ما رافقها من مظاهر
تراجيدية تبين الطابع الإشكالي للعلاقة بين العلمي والديني. ولعل من أبرز
مفارقات هذا العصر هو أنه في الوقت الذي تهيمن فيه العلوم والتقنيات على
مختلف مناحي الحياة والمجتمع، يعرف أيضاً طلباً متزايداً على الدين والتدين
بمختلف أشكاله بما فيها صيغه المتطرفة والعنيفة! مثلما يعرف توظيفا مغرضاً
واستغلالاً مكثفا "للحقائق" والاكتشافات العلمية خدمة لأغراض "دينية"، كما
هو الحال فيما يصطلح عليه "بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم" وفي تبني
الكنيسة لنظرية الانفجار العظيم. والأمثلة على ذلك كثيرة.
لقد عرفت العلاقة بين العلم والدين مراحل كثيرة، تميزت تارة
بالتماهي والاتصال، حيث اتخذت الممارسة العلمية لبوساً دينياً أو العكس،
كما في حالة العرافة والكهنوت والسحر والتنجيم...وتارة أخرى بالاختلاف
والانفصال، حيث اتهم العلم بالعقوق والمروق، فأقيم عليه الحد وأعيقت مسيرة
تطوره إلى أبعد حد. وهكذا، فقد عرفت علاقة العلم بالدين جذبا ونبذا، وذلك
باختلاف المراحل التاريخية، وتنوع المعتقدات الدينية، وتعدد المجتمعات
البشرية، إذ عرفت مرحلة العصور الوسطى ما يشبه حالة التماهي بين الجوانب
العلمية والجوانب الدينية، نظراً لهيمنة البعد الديني على مختلف مظاهر
الحياة بما فيها الجانب الفكري.
لكن، وخلال عصر النهضة الأوربية، عرفت البشرية صداماً حاداً بين
العلم والدين، نظراً للمواقف التي اتخذتها الكنيسة من المكتشفات العلمية
الحديثة، مما أسس لفصام حاد بينهما.
إلا أنه مع عودة الدين كقوة فاعلة ومؤثرة في المجتمعات المعاصرة، لم
يعد من الممكن النظر إلى علاقة الدين بالعلم، بنفس الكيفية التي ميزت
الأزمنة الحديثة، خاصة وأن الديني هذه المرة لا يقدم نفسه باعتباره مضاداً
للعلم وللمنهج العلمي، بل يوظف المنجزات العلمية الحديثة والمعاصرة،
وملحقاتها التكنولوجية الذكية، توظيفاً مكثفاً ودقيقاً.
من أجل كل هذا، لابد من مقاربة جديدة لطبيعة العلاقة بين العلم
والدين، مقاربة تطرح أسئلة جذرية، من شأنها أن تعيد النظر فيها بكيفية قد
تسمح بإعادة بنائها وترتيبها من جديد.
ولعل أول الأسئلة التي ينبغي طرحها هي: هل من الحكمة إقصاء الدين عن
الحياة بمختلف أبعادها بدعوى إخلاء الساحة للعلم من أجل عقلنتها وتطهيرها
من كل مظاهر التفكير الغيبي واللاعقلاني؟ وهل من الممكن تحقيق هذا الإقصاء
بكيفية عملية وواقعية؟
وبمعنى أدق، فإن علينا أن نعود إلى طرح السؤال الذي سبق لولتر ستيتس
أن طرحه في أواسط القرن الماضي، حول وضع الدين في عالمنا المعاصر: هل ما
تزال هناك حاجة إلى الدين بعد التقدم المذهل الذي حققه العلم؟ هل ماتزال
تحافظ الرؤية الدينية للعالم على أهميتها ووظيفتها؟ هل يمكن القول بالغرضية
أو الغائية، بعد أن رفضها العلم الحديث؟ هل من الصائب تفسير الحقائق
العلمية تفسيراً دينياً وتوظيفها خدمة لمعتقدات الدين وأغراضه؟ ما خطورة
ذلك على كل من الدين والعلم أو ما هي آثاره الإيجابية على كل منهما؟ بمعنى
آخر هل في ذلك نكوص وتراجع وخطورة أم حكمة ومصالحة واعتراف بوحدة الحقيقة
ووحدة المرامي والأهداف؟ وأكثر من هذا، ماهي نتائج هذا التوظيف الديني
للعلم، وماهي انعكاساته على المجتمع وعلى مستقبل الممارسة العلمية في نفس
الوقت خصوصاً في المجتمعات التي لم تعرف قط ثورة علمية وتقنية؟ هل من حدود
فاصلة بين العلم والدين؟ ما منطقهما وما هي آليات اشتغالهما؟ فيما يختلفان
وينفصلان وفيما يتفقان ويتصلان؟ هل يسفر التطور العلمي بالضرورة عن رؤية
للعالم قد تتحول إلى عقيدة، أم أن ذلك لا يعدو أن يكون مجرد "فلسفة
تلقائية" للعلماء لا تلتقي مع الدين إلا حينما يتحول العلم نفسه إلى
إيديولوجية على حد تعبير التوسير؟...
لعل التعاطي مع هذه الأسئلة وغيرها يقتضي رسم الحدود بين الديني
والعلمي، وتمييز مجال كل منهما عن الآخر، من أجل استشراف نوع العلاقة
الممكنة بينهما، هل هي علاقة تنافر وانفصال أم علاقة تكامل واتصال؟
هذه الأسئلة وغيرها هي التي نتوجه بها إلى جميع الباحثين والمهتمين
بهذا الموضوع، من أجل تقليب النظر في مختلف أوجهه، وطرح أسئلة جديدة
ومغايرة بصدد العلاقة الإشكالية بين الديني والعلمي، من غير أن نضع أية
قيود أو حدود على أي باحث، اللهم إلا ما سيشترطه كل باحث على نفسه، من
التزام بقواعد الصناعة البحثية، وما تقتضيه من نزاهة وموضوعية، وتدقيق في
البناءات المنهجية والنظرية، وتوثيق للمصادر والمرجعيات المعرفية، ونحوها
من أبجديات البحوث العلمية الجادة.
من أجل التفكير إذن في هذه الإشكالية متعددة الأبعاد والبالغة
التعقيد، ومقاربتها من زوايا مختلفة وتقليب النظر في أشكالها ومضامينها
ومناهجها واتجاهاتها وطرائق البحث فيها والسبل الممكنة لمعالجتها بكيفية
موضوعية وحديثة نقترح المحاور التالية:
المحاور:
المحور الأول: الدين والعلم: الخلفيات الابستمولوجية
المحور الثاني: الدين والعلم: الإشكالات والتحديات الراهنة
المحور الثالث: الدين والعلم: رهانات التطرف الديني
المحور الرابع: الدين والعلم في عصر الثورة التقنية الثانية
وقصد المشاركة في هذه الندوة العلمية، خاصة الباحثين المغاربة المختصين في الموضوع، يطلب:
-أن تكتب البحوث ببرنامج (word) بخط (simplified arabic) بحجم16 في المتن و12 في الهامش.
-ألا يتجاوز ملخص البحث 500 كلمة.
- ينبغي أن يكون نص البحث ما بين 6000 و 8000 كلمة.
-آخر أجل للتوصل بملخصات البحوث هو:01–01-2015
- سيتم إخبار ذوي الملخصات المقبولة قصد إرسال بحوثهم .
-آخر أجل للتوصل بالبحث كاملاً هو: 01ـ 03ـ 2015
-تخضع جميع البحوث للتحكيم.
-ترسل الملخصات والبحوث على العنوان التالي:
workshop@mominoun.com
تنسيق أعمال الندوة: د. عبد النبي الحري . ذ. مولاي أحمد صابر
المصدر: موقع مومنون بلاحدود
0 التعليقات:
إرسال تعليق