فـؤاد
الغـزيزر
في
كلمة خلال الجلسة
الافتتاحية للملتقى العلمي الأول لجامعتي
سيدي محمد بن عبد الله والقرويين، الذي نظم يومي 29 و 30 ماي 2015 ،أكد الدكتور
عمر الصبحي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن هذا اللقاء يعتبر
مناسبة لتأكيد القناعات المشتركة بضرورة ترسيخ التراكم المعرفي المشترك بين
الجامعتين العريقتين في مختلف المجالات لرفع التحديات التي تواجه الأمة.
وفي السياق ذاته، صرح
بكون هذا الملتقى هو " فرصة لإطلاق برنامج مهيكل للتعاون العلمي والتربوي،
بدءا بتوقيع اتفاقية مؤطرة، تؤسس لخطة عمل مستقبلية على المدى القريب والمتوسط، في
مجالات البحث العلمي والتكوين وتنظيم أنشطة تحسيسية وتأطيرية وإشعاعية مشتركة حول
مواضيع مختلفة، ذات الاهتمام المشترك ".
هذا وقد رحب عمر الصبحي رئيس
جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بالسيدات والسادة الأساتذة والعلماء الأفاضل، المشاركين
في هذا اللقاء الهام، شاكرا في الآن نفسه اللجنة المنظمة على عملها، ومنوها
بالاختيار الموفق لموضوع هذه الدورة (2015) التي تحمل عنوان:
"التغذية بين الطب والفقه
والواقع المعاصر"
ذلك أن التغذية أصبحت
موضوعا ذو جوانب وإشكالات متنوعة، صحية وفقهية وتراثية واجتماعية وقانونية
واقتصادية وغيرها، مما يبرر المقاربة متعددة التخصصات التي تم تبنيها في معالجة الموضوع
من أجل التأكيد على فوائده العلمية
والتطبيقية الوفيرة.
حيث تبث علميا أن عالم
اليوم، أصبح أكثر عرضة لانحرافات غذائية
قد تكون عواقبها وخيمة على صحة الإنسان، في ظل استمرار سوء التغذية،
بالنقصان أو الزيادة أو في تركيب المواد والمكملات الاصطناعية التي صارت معتادة من
أجل تحسين الذوق أو المنظر أو الاحتفاظ على المنتوجات لمدة أطول. كما أن سلاسل الإنتاج
الغذائي في غالبيتها أصبحت تتعرض لإكراهات أشد، بفعل الرغبة في تكثيف ورفع الإنتاج
واستعمال المبيدات الكيماوية. كما أن البيوتكنولوجيا المتقدمة أصبحت تتحكم في
نوعية المنتوجات وبإمكانها التجديد وفق رغبات السوق وحاجيات المستهلك.
إنها إشكالات عصرية معقدة، نظر إليها الدكتور
عمر الصبحي على أنها تستحق تتطلب مقاربة لائقة،
ومقاربة متعددة التخصصات، تكون عميقة وشاملة، لدراسة كافة أبعاد موضوع التغذية.
وهي مقاربة عقلانية تصلح لتناول مواضيع أخرى، ولا شك أنه ستتم التوصية بإدراجها في البرنامج المستقبلي للعمل المشترك
بين الجامعتين، مثل قضايا الإعجاز العلمي والمعاملات وقضايا الأسرة وغيرها من
التحديات المجتمعية، التي يطرحها الواقع المعيش، أو تفرضها تحولات المحيط الوطني و
الدولي.
وفي السياق نفسه، أكد
رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس أن الشراكة المؤسسة بمقتضى اتفاقية التعاون بين الجامعة
التي يرأسها و جامعة القرويين، ستوسع بحول الله فضاء الإنتاج الفكري والعلمي
التطبيقي ويكون إطارا لمشاركة العلماء وذوي الاختصاص، و سيقوي الحضور الوطني والإشعاع
الدولي للمغرب، انسجاما مع التوجهات الملكية السامية، والاختيارات الوطنية الواضحة
في أداء مهامها إسهاما منها في تقوية وتعزيز الأمن الروحي لهذه الأمة، وكذا تعزيز
البحث والتكوين في قضايا أساسية لتحقيق جميع الغايات النبيلة لهذا المؤتمر خدمة
للصالح العام، وصالح الأمة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق