منير تمودن
احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس- فاس يوم الخميس 28 ماي أعمال الملتقى الوطني الأول للطلبة الباحثين في علم مقارنة الاديان، الذي نظمه فريق البحث في علم مقرنة الأديان، بتنسيق مع مختبر الخطاب والإبداع والمجتمع: الإدراك والمتضمن، تحث عنوان "علم مقارنة الأديان: مفاهيم وقضايا ومقارنات".
تقدم منصة الجلسة الافتتاحية كلا من الدكتور سعيد كفايتي بصفته منسق فريق البحث في علم مقارنة الأديان، مستهلا كلمته بشكر مقتضب شامل لرئيس المختبر والأساتذة والطلبة، خاصة القيمون على تنظيم هذا الملتقى، ثم تناول في الجزء الثاني من كلمته تصورا عاما لعلم الأديان في علاقته بمجموعة من الحقول المعرفية الأخرى كتاريخ الأديان والأنثروبولوجيا وسوسيولوجيا الأديان وفلسفة الأديان.
وفي كلمة ثانية من هذه الجلسة أثنى الدكتور حميد النفيسي، نائب رئيس المختبر المحتضن للملتقى، ثناءا شاملا للمشاريع العلمية التي يقدمها فريق البحث ومجهوداته في الرقي بالمستوى العلمي للمختبر خصوصا وللكلية عموما.
وفي كلمة ثالثة ألقى الطالب الباحث محمد مبشوش، بصفته رئيس هذا الملتقى، كلمة توضيحية حول الفكرة التأسيسية لهذا الملتقى ومنطلقاته وأهدافه الرامية في مجملها إلى الرقي بعلم مقارنة الأديان في الجامعات المغربية إلى مستوى التخصص المستقل.
وتجدر الإشارة إلى أن طبيعة المداخلات التي تضمنها الملتقى صنفت في الفترة الصباحية إلى أربعة جلسات، فالجلسة الأولى عُنونت بـ"علماء الاسلام وعلماء اليهود وإسهامهم في علم مقارنة الأديان وتلاقح الحضارات، حيث استهلت هذه الجلسة بمداخلة " دور ابراهام ابن عزرا في نقل العلوم العربية إلى يهود غرب أوروبا" للطالب الباحث جمال صوالحين، ومداخلة "علم مقارنة الأديان عند أبو عبيدة الخزرجي للطالب الباحث عبد الرحمان طبيب، ومداخلة " الميثاق بين الاله ونوح، مقاصدة وأبعاده" للطالب الباحث هشام مباركي، ثم الطالب منير تمودن الذي شارك بمداخلة حول "إرهاصات الفلسفة اليهودية في فكر فيلون الإسكندري".
أما الجلسة الثانية فعُنونت بـ "المتخيل اليهودي والمعتقدات القديمة والثقافات الشعبية"، وهي الجلسة التي شارك فيها الطالب الباحث عبد المنعم آيت مسعود بمداخلة" معتقدات ما قبل الرسالات السماوية بموريتانيا القديمة"، والطالب العماري رضوان بمداخلة "المتخيل اليهودي في القصة الشعبية من خلال النبي يوسف"، والطالبة الباحثة وهمي بمداخلة "دلالات المقدس في اليهودية والاسلام"، على أن تختتم هذه الجلسة بمداخلة ماجدة أباه التي حاضرت حول "صورة اليهود في الثقافة الامازيغية".
احتضنت الجلسة الثالثة مجموعة من المداخلات التي تعالج مواضيع" المرأة والأسرة والأصوليات: من النص إلى الواقع"، واستهلت هذه الجلسة بمداخلة الطالب الباحث العياشي العدراوي الذي تناول قضية "الصفات الايجابية والسلبية للمرأة المغربية اليهودية، وكذلك مداخلة محمد عمي حول" مفهوم الأسرة في الأديان"، ثم مصطفى العلام الذي شخص واقع الاصوليات وتمثلاتها في الأديان لا سيما الأديان السماوية في علاقتها بالواقع الديني الحالي.
أما الجلسة الختامية فقد شملت مواضيعها قضايا ومفاهيم الأديان السماوية، وأولى هذه القضايا جغرافية التوراة في الفكر العربي المعاصر التي حلل وناقش من خلالها الطالب الباحث محمد زركان قصة الخروج بين الحقائق التاريخية ورواية العهد القديم. وفي المداخلة الثانية كشف الطالب الباحث بسلك الماستر اللثام عن جزء من تاريخ الفرق اليهودية التي أهملت ذكرها المصادر التاريخية، ويتعلق الأمر بـ" الأسينيين وعلاقتهم بالزيلوت من خلال نظرية أيزيمان"، وفي مداخلة ثالثة ناقشت الطالبة الباحثة لطيف نعيمة مفهوم التصوف عند ابن عربي، أما الطالب الباحث امحمد شهير فكان اهتمام مداخلته منصبا حول طبيعة المسيح المخلص في اليهودية.
وفي الجانب التواصلي لهذه الملتقى، وهي التي تمثلها الفترة المسائية، اجتمع الطلبة الباحثون المشاركون في الملتقى حول مائدة مستديرة بمقر مختبر الخطاب والإبداع والمجتمع: الإدراك والمتضمن، شكلت ورشة علمية تواصلية من تأطير الدكتورين منسق الفريق البحث سعيد كفايتي ومدير المختبر الحسين الابراهيمي الوزاني، حيث تطرقت هذه الورشة في شقها التواصلي على الرفع بعلم مقارنة الاديان من خلال التواصل والتداخل بين العديد من الحقول المعرفية والتي يمثلها بالخصوص طلبة ممثلي كليات مغربية أجنبية أخرى، كجامعة أبو شعيب الدكالي أو جامعة ابن طفيل أو جامعة الحسن الثاني أو دار الحديث الحسنية وغيرهم. أما الشق العلمي للورشة فقد اهتم بالخصوص بتقدم أعمال البحث للطلبة وتحديد القاسم المشترك بين مختلف تخصصاتهم ودوره، كمنهج علمي، في دراسة علم مقارنة الاديان.
توجت أعمال الملتقى الوطني الأول للطلبة الباحثين في علم مقارنة الأديان بمجموعة من التوصيات، انصبت جلها حول برجمة دورة ثانية لهذا الملتقى في متم السنة الجارية، وترجمة كل مداخلات، لما تتصف به من منهج علمي وموضوعي وأكاديمي، إلى اصدار مشترك سواء من خلال مجلة ورقية متخصصة في علم الاديان، أو من خلال كتاب يتضمن أعمال هذا الملتقى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق