السبت، 10 يناير 2015

دعوة لحضور ندوة: "أزمة القيم المعاصرة" يوم السبت 10 يناير 2015، بالرباط

تعتزم مؤسسّة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث تنظيم ندوة علمية

تحت عنوان: "أزمة القيم المعاصرة"

ـ تسيير الندوة والتعقيب على المداخلات؛ د. فهمي جدعان (الأردن)
ـ القيم في المجال الثقافي الإسلامي؛ د. سعيد بن سعيد العلوي (المغرب)
ـ القيم في المجال الثقافي الغربي؛  د. حمادي بن جاب الله (تونس)
وذلك يوم السبت الموافق ل 10 يناير 2015
عند الساعة الرابعة مساء
بقاعة صالون جدل الثقافي بحي أكدال
مدينة الرباط. المغرب

تَشْخُص الأزمنة الغربية الحديثة بما هي مسرح لثورة اجتماعية اقتلعت أسس الأطر الاجتماعية التقليدية الصارمة، وأقرت "الحريات الأساسية"، وربطت المصير الشخصي ربطاً عضوياً بالاختيار الحر، فاستقرت الحرية الفردية في قلب الثقافة الحديثة، وباتت الشرط الضروري لها ولكل أخلاق ممكنة. كانت ثمرةُ الاستقلالِ الشخصي المسلحِ بالحرية، التوسعَ في هامش التباين في القيم الأخلاقية المختارة، والانتشارَ الصريح لثلة من النزعات الفلسفية والاجتماعية والفردية الجذرية: العدمية والتشاؤم (منذ نيتشه وشوبنهاور)، والنسبية الثقافية والتعدد الثقافي، وأفول "السرديات الكبرى"، وازدهار الفردانية، واستبداد أخلاق المتعة، وظفر النفعية، والشعور بالفراغ، وغياب المعنى، والتباين والفوضى في القيم. وقد أسهمت "الثقافة الكونية" ( Global Culture ) في تعميق الأزمة الكبرى التي عصفت بالقيم "الخالدة"، على الرغم من المقاومة الشديدة التي أبدتها الفلسفات الدينية، والجماعَتِيّة (Communitarian)، والتواصلية، والليبرالية المجتمعية، وغيرها من أجل الدفاع عن منظومة صلبة من القيم، كالمسؤولية وحقوق الإنسان والتكافل الكوني والعدالة والتواصل والكرامة الإنسانية، وغيرها.
من بين الأسئلة الكثيرة التي يثيرها واقع هذه الحال، هذان السؤالان:
- ما هو الوضع الراهن للقيم الأخلاقية في الثقافة الغربية؟ وما هي المصائر التي تنتظرها؟
- وما مدى تأثير التحولات القيمية الأخلاقية في الغرب على واقع ومستقبل القيم في المجتمعات العربية والإسلامية؟
وفي قُبالة التحولات والطفرات التي تتلبس واقع القيم في الثقافة الغربية، تشخص القيم في المجتمعات العربية والإسلامية أيضاً في أحوال مأزومة، تتقلب فيها هذه المجتمعات في أوضاع مُربكة من التناقض والتضاد والتباين وعدم التحديد والإنكار والفوضى. ويمثّل التعارض - الذي بات مزمناً- بين القيم الدينية وبين القيم "الحديثة" أبرز أشكال هذا التنافر. من المؤكد أن ما شهده "العصر الليبرالي العربي"، منذ خير الدين التونسي ورفاعة الطهطاوي وشبلي شميل وفرح أنطون ...، واتجاه الفكر والثقافة العربيين في مسارات مختلفة ومتخالفة ( تَمَدُّنية، وإسلامية وليبرالية، وعلمانية، وقومية، واشتراكية...)، قد ولّدا تفاوتاً وتنوعاً في القيم، فضلاً عن التقابل والتضاد بينها. ومن المؤكد أيضاً، على الرغم من سلطة الضبط الديني والاجتماعي والسياسي، أن مطلب الحرية السياسية الذي صاحب حركات الاستقلال والتحرر، قد أدى دوراً قوياً في إشاعة القيم المرتبطة بالحرية، إذ ظهر ذلك جليّاً بشكل خاص في قضية المرأة ودخولها إلى ميدان العمل، وفي الدعوة إلى تحريرها. غير أن التأثيرات القادمة من فضاءات الغرب التي أسهمت في "تطوير القيم" تطويراً إيجابياً في كثير من الوجوه، ما لبثت، حين تجسدت في التدخلات العسكرية والاستعمارية الكارثية، أن ولّدت جملة من "القيم السالبة" التي لحقت بالفوضى القيمية التي أحدثها تضارب وتناقض المذاهب الإيديولوجية المترافعة. ويكفي أن نشير، من بين هذه القيم السالبة التي تعصف اليوم بالمجتمعات العربية والإسلامية، إلى "أمراض" التعصب والكراهية والعنف والتكفير و"إعدام المختلف"، وغير ذلك.
يثير واقع القيم هذا، سواءٌ أتعلق الأمر بالمجال العربي-الإسلامي في ذاته، أم بالمجال الغربي في ذاته، أم بالعلائق البينية بين المجالين، هواجس جوهرية كثيرة، ذات امتدادات متعددة، وذات آفاق متباينة... وذات مصائر تطلب السؤال، والتداول، وبذل الوسع والاجتهاد من أجل الإبانة والتنوير وتوجيه المسار القابل.

0 التعليقات:

إرسال تعليق