عُرفت هذه المدونة منذ
إنشاءها (سنة 2012) بمحاولة رصدها لمختلف الأنشطة التي تقام في أرجاء هذا الوطن.
فقد انصب كل اهتمام المدونة
على (الما قبل إن صح هذا التعبير) أي ما قبل موعد نشاط معين، وأحيانا يتم الإعلان
عن هذا النشاط أو ذلك بشكل مبكر، فننشره
وينسى قبل أن يحين أوانه.
(حاولنا حل هذا المشكل
بوضع يومية في الصفحة الرئيسية للمدونة تذكر الزوار بأهم المواعيد اليومية. ونحن
بهذه الخطوة لا ندعو حل المشكل المذكور وغيرها من المشاكل التي تعوق وصول الباحثين
والمهتمين بالمواعيد في وقت مناسب، إذ الحكم متروك لكم أنتم معشر الزوار الكرام. )
الآن نريد أن نخطو خطوة أخر،
ويمكن أنسميها بخطوة (الما بعد)، أي أن نرصد ما بعد هذا النشاط أو ذاك، ومحاولة
التعرف على أهم المستجدات التي جاء بها وأهم النتائج التي خرج بها، أو ما يمكن أن
تلخيصه في السؤال عن القيمة المضافة لمؤتمر أو ندوة أو ملتقى أو بحث ماستر أو
دكتوره ...
فقد يلاحظ أن بعض الأنشطة
تنتهي الحديث عنها -إن لم أقل تنتهي صلاحيتها- عند نهاية الجلسة الختامية، فلا
أعمالها تطبع، ولا نتائجها تنشر، وكأننا ننظم مؤتمرا أو ندوة أو ... من أجل أن يقال
أننا نظمنا وفعلنا إلى آخر الشريط الذي تعرفون، وستتفقون معي بأن نشاط معين غير
مقصود بذاته، بل بما يخرج به من مناقشات ونتائج تصل إلى المهتمين بموضوع هذا
النشاط أو ذاك، والأهم من ذلك أن الأنشطة التي ستأتي فيما بعد تنطلق من المكان
الذي وقفت فيها الأنشطة السابقة عليها حتى لا يقع تكرر نفس المواضيع، ونبقى في المكان نفسه.
ولعلكم تتساءلون؛ ما ذا
سنفعل حيال هذه الأزمة (ولا شك أنكم تتفقون معي أننا نعيش أزمة ثقافية أو قل أزمة
معرفية، فقد كان أجدادنا يبنون المعرفة بشكل غريب، فتجد عالما يستقصي المكتوب قبله
(الدراسات السابقة بتعبيرنا الحالي) إلى أن يصل إلى عصره مع الإشارة إلى مزاياها
ونواقصها، ويردف ذلك بما سيضيفه هو، ونحن في أبحاثنا تجد الشخص يسرد بحوثا دون أن
يدعي الاستقصاء(وقفت على بحوث في الموضوع منها عبارة لطالما رددناها في بحوثنا)،
ثم لا ينبس بكلمة بعد ذلك وكأنه بصدد إعداد ببليوغرافيات).
أقول: في زمان الشبكة
العنكبوتية، وبفضل الله، نستطيع أن نفعل الشيء الكثير، (وكما يقال المثال الدارجي:
قطرة بقطرة إحمل الواد). وسأذكركم هنا بما وقع في أنظمة الحواسب، فلا شك أنكم
تتذكرون الدعوات التي رفعت ضد شركة مايكروسوفت متها إياها بالاحتكار، الآن ماذا
وقع، أو كيف تم تجاوز هذه الدعوات مع أن شركة مايكروسوفت بقية على سياستها؟ الجواب
أن هناك متطوعين حول العالم طوروا أنظمة أخرى، مما يجعل الآن الويندوز جزء من هذه
الأنظمة ولم يعد الكل، بل أكثر من ذلك هناك تنبؤات باختفائه.
سيعترض أحدكم مستفسرا عن
العلاقة بين هذا المثال الأخير وما نحن بصدد، أجيب له: أننا بحاجة إلى متطوعين في
المجال الثقافي ببلادنا، متطوعين يستطيعون رصد أهم الأنشطة الثقافية ومحاولة إيصال
نتائجها لأكبر عدد ممكن من الباحثين والمهتمين، وأثناء هذا الرصد، وهذا التراكم،
نستطيع الحكم على مسار الحركة الثقافية والمعرفية ببلادنا، هل يخطوا خطوات إلى
الأمام أم أنه في مكانه أم أنه يتقهقر للوراء.
لا شك أن الذي يحضر لنشاط
ثقافي معين، يجد أغلب الناس منكبا على الكتابة، والحرص على أخذ النقاط الرئيسية أو
رؤوس الأقلام، إلا أن هذا المدون يكون حبيس مفكرته أو أوراقه، فقد يستفيد منه فيما
بعد وقد لا يستفيد. وهدفنا من هذه المبادرة هو إخراج هذا المدون، وصياغته على شكل
تقرير، لنشره في هذه الشبكة الممدد الأطراف، مما قد يجعله يصل إلى أكبر عدد ممكن
من الباحثين والمهتمين حال بين وبين هذا اللقاء أو ذاك ظروف منعتهم من حضور
أطواره؛ لبعده أو لعدم العلم به أو لعدم ملائمة وقته ...
ولعلنا بذلك نجعل عمر هذا اللقاء أو هذا النشاط
الثقافي أطول، وذلك من خلال مناقشة ما ورد فيها (من خلال التعليق على الموضوع في
المدونة) ومحاولة تقييمه وتقويمه...
أمر آخر هناك من الطلبة
الباحثين من يناقشون رسائلهم أو أطارحهم، وقد اقتضت الأعراف العلمية أن يقدم
الطالب تقريرا موجزا، فلما لا ينشر هذا الطالب الباحث هذا التقرير الجاهز ليستفيد
منه أكبر عدد ممكن، وقد يناقشونه في مضامين البحث انطلاقا من هذا الموجز مما قد يساعده على تطوير بحثه.
ختاما أرجو أن أكون قد
وضحت بعض الشيء ما أنا بصدد التنظير له، وأن تلقى هذه المبادرة استحسانكم، والله
أسأل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
أدامكم الله في خدمة العلم
والمعرفة
AGENDA
0 التعليقات:
إرسال تعليق