الجمعة، 28 مارس 2014

ندوة: الخلافة الراشدة فريضة شرعية أم اجتهاد سياسي؟




تنظم مؤسسة مؤمنون بلا حدود ندوة علمية، بعنوان:


"الخلافة الراشدة فريضة شرعية أم اجتهاد سياسي؟"


بتاريخ 29 و30 مارس 2014


ب "صالون جدل الثقافي" الكائن في مدينة الرباط، والذي يقع بالقرب من محطة القطار/ الرباط المدينة.


للاتصال: 212537730450+


أرضية الندوة:


تطلق الخلافة الراشدة في الأدبيات السياسية الإسلامية التقليدية والمعاصرة على نظام الحكم الذي ساد في الفترة الممتدة بين وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة11هـ، واغتيال علي كرم الله وجهه (40هـ)، ويلحق به استثناءً نظام الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز(99هـ- 101هـ). وإذا كان مفهوم الخلافة لم يختف من القاموس السياسي الإسلامي بعد تغلب معاوية، واستئثار الأمويين بالسلطة، حيث استمر في الحضور في أعمال المؤرخين والكتاب المسلمين، فإن هؤلاء ترددوا كثيرا في وصف الخلافة بعد علي (ض) بالرشد، ووصفوها بألقاب مختلفة غير تلك التي وصف بها أصحابه من الخلفاء الراشدين.


ومن ثم، واستنادا إلى تطورات تاريخية وثقافية كبيرة عاشها المجال الإسلامي في النصف الأول من القرن الهجري، أمسى نظام الخلافة الراشدة نظام الإسلام السياسي، الشرعي، أو على الأقل هذا ما يفهم من أغلب نصوص الفكر السياسي الإسلامي المتقدمة.


وفي هذا السياق، أضحى مقدار الإسلامية في أي نظام حكم في البلاد العربية والإسلامية بعد حكم الراشدين، يقاس بمدى قربه أو بعده من نظام الخلافة الشرعي.


إن هذه الظاهرة السياسية التي تنضح كتب التاريخ والسياسة الشرعية بأمثلتها وأدلتها، ليست ظاهرة تاريخية محضة كما قد يبدو للبعض، بل هي شديدة الصلة بيوميات السياسة بالعالم العربي في الفترة المعاصرة؛ فنظام الخلافة الراشدة تحول على مدى 15 قرنا تقريبا من الحضور في ما ورائيات الثقافة السياسية العربية إلى طوبى ومثال، يغذي الممارسة السياسية لكثير من الفاعلين الأقوياء في المجال العربي، وهي اليوم في قلب بعض الأطروحات السياسيّة المتنافسة على صياغة برنامج الثورة في مجتمعات ما يعرف بالربيع العربيّ.


إن استمرار الطلب على الخلافة في العالم العربي اليوم من قبل بعض دعاتها، باعتبارها نظام حكم، لا يعود لأسباب سياسية قوية، يجسدها كمالها السياسي، وقدرتها على تحقيق طموحات العرب في التقدم والرفاه، ولكن يرجع أساسا إلى كونها فريضة أخلاقية، وواجب شرعي، يستمد قوته من «إجماع الصحابة»، وبعض الآثار الحديثية المنسوبة للنبي (ص)، الشيء الذي ينقل الصراع السياسي في العالم العربي من دائرة المصالح والاجتهاد، إلى دائرة الإيمان بكل الأخطار والتهديدات التي تجسدها.


والسؤال المركزي الذي يطرح نفسه في هذا السياق: هل يشكل نظام الخلافة -حقيقةً- فريضة شرعية، لها ما يكفي من الدعامات الأصولية، أم إن الأمر يعتريه سوء فهم كبير يتجاهل الطبيعة الاجتهادية لنظام الراشدين؟.


فوق ما تقدم، ووعيا من مؤسسة مؤمنون بلا حدود بأهمية هذا الإشكال، وسعيا منها لبلورة رؤى علمية أصيلة ومتوازنة، ومنفتحة على العصر، تنظم هذه الورشة العلمية قصد الدرس وتبادل الرأي.


وارتأت أن تتناول هذه المسألة عبر محاور تأتي كالآتي:


1- مفهوم الإسلاميين للخلافة (من النموذج السلفي المتخيّل إلى الموافقات بين الخلافة والنظام الكنفدرالي)


2- مفهوم الخلافة وإشكاليّة النموذج ( قصد بيان أنّ نموذج الخلافة الراشدة الذي اتّخذ دليلا لتحديد المفهوم، يوحي بإمكانيّات عدّة، عبّر عنها الماوردي (ت453ه) مثلا في الأحكام السلطانيّة، وعبّر عنها انفتاح التنظير الإسلامي اللاّحق للخلافة لاحتمالات إضافيّة (كما يبرز ذلك مع الغزالي(ت505ه)، ومع منظّري الدولة السلطانيّة في ما يعرف بمرايا الملوك...)


3- مفهوم الخلافة بين التأصيل والنقد (يتعرّض هنا، من جهة إلى المواقف التي اعتبرت الخلافة ضرورة واقعيّة، بل فريضة دينيّة من محمّد رشيد رضا (ت1935م) إلى حسن البنّا (ت1949م) وسيّد قطب (ت1966م) وأبي الأعلى المودودي (ت1979م)، ومن جهة ثانية إلى نقّاد الخلافة، مثل علي عبد الرّازق، وعبد اللّه العروي...)


4- حكم نظام الخلافة وآثاره الواقعية (الإشكاليّات التي يثيرها نظام الخلافة في الواقع الدولي الحديث والمعاصر: إشكاليّة تجسيد الدينيّ من خلال السياسيّ، إشكاليّة توزيع السلطة أو فصل السلطات، إشكاليّة التشريع، إشكاليّة الخلافة والقانون الدولي، باعتباره من محدّدات الدولة في العالم الحديث).


5- نحو رؤية مغايرة للخلافة الراشدة (هنا يتناول جوهر الممارسة السياسيّة في عهد الخلافة الراشدة، وتاريخيّته، لإبراز وجود إمكانيّة تقاطع بين قيم تلك الممارسة في جوهرها وقيم الدولة الحديثة، من جهة المدنيّة والتاريخيّة.)


منسق الورشة: الدكتور محمد جبرون



المصدر: موقع مومنون بلاحدود

0 التعليقات:

إرسال تعليق